قوله تعالى: {لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد 6 عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم 7 لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين 8 إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون 9}
قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٦ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٧ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٨ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٩}
  · القراءة: قرأ عاصم: «أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» بضم الألف، والباقون بكسرها، وهما لغتان، وهو القدوة، يقال: تأسى به أي: اتبع فعله، واقتدى به، والتأسية: التعزية، وهو أن يقال: إن فلانًا قد أصابه ما أصابك فصبر: فتأسَّ به واقتدِ.
  · اللغة: البِرُّ: الإحسان إلى المعسر، والبر: الصدق أيضًا، وأصل الباب: السعة، فالبر:
  الاتساع في الإحسان، ومنه: أبر على صاحبه في كذا، أي: زاد، ومنه: البَرُّ لاتساعه، وكذلك البَرِيَّةُ، والبُرُّ: الحنطة لسعتها، وقيل: البِرُّ اسم جامع لكل خير.
  المظاهرة: المعاونة.
  · النزول: قيل: لما نزلت الآيات المتقدمة عادى المؤمنون أقرباءهم، وأظهروا العداوة، فأنزل الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ} يعني كفار مكة بأن يسلموا، فيصيروا أولياء وإخوانًا لكم.