التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 49}

صفحة 2575 - الجزء 4

  · الأحكام: تدل الآية على حجاب وسور بين الجنة والنار.

  وتدل على أن هناك أقواما، والصحيح أنهم الشهداء على ما ذكره أبو علي، ولذلك قال: «يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ»؛ ولذلك قالوا: «أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ»؛ ولذلك يهنئون أهل الجنة، ويوبخون أهل النار.

  وتدل على أنهم لم يدخلوا الجنة في هذه الحال، وهو حال الشهادة.

  وتدل على وجوب الاجتناب من الظلمة في الدنيا كي لا نكون معهم في الآخرة.

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ٤٨ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ٤٩}

  · اللغة: النداء: امتداد الصوت، وهو الدعاء بطريقة: يا فلان، ونادى ودعا من النظائر، غير أن في (نادى) رَفْعَ الصوت. والغَنَاء بالفتح والمد هو الكفاية، والغانية: المرأة التي استغنت بزوجها.

  والقَسَمُ: اليمين. والنيل: اللحوق، نلته أناله نيلاً: ألحقه.

  والخوف: توقع المكروه، وهو يرجع إلى الاعتقاد، ونقيضه: الأمن.

  · الإعراب: يقال: ما موضع (الَّذِينَ) في قوله: «أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ» من الإعراب؟