قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ 58 وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد 59 وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود 60}
  والبلاغ بظهور المعجزة، وقد أظهرت، وإذا خالفوا استحقوا الهلاك «وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيئًا» قيل: لا ينقصه هلاككم، ولا يلحقه ضرر؛ لأن وجودكم وعدمكم عنده سواء، وقيل: بإعراضكم تضرون أنفسكم دونه فإنه لا يجوز عليه النفع والضر، وقيل: لا تقدرون له على ضرر إن أراد إهلاككم «إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ» أي: حافظ يحفظه من الهلاك إن شاء، ويهلكه إذا شاء، وقيل: يحفظ أعمال العباد حتى يجازيهم، وقيل: يحفظني من أن تنالوني بسوء، وقيل: (على) بمعنى اللام، أي: لكل شيء حفيظ، وقيل: حفيظ قاهر له بالملك والحفظ، فلا يفوته شيء عما يريد بهم، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على جواز الحجاج في الدين.
  وتدل على أنهم لبَّسوا بأن نسبوه إلى أن بعض آلهتهم أصابه بسوء، فأجاب بالقاطع بأنه بريء منهم، فكيدوني، فإذا لم يفعلوا بانَ بأنهم لا يقدرون على نفع وضر.
  وتدل على وجوب التوكل على اللَّه، والاعتصام به.
  قال أبو علي: ويدل قوله: «ويستخلف» أنه يهلكهم، لولا ذلك لم يكن استدلال.
  وتدل على أن التولي وتلك المقالات قَوْلُهُم وفعلهم، فليس بخلق اللَّه، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ٥٨ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ٥٩ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ٦٠}