التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم 2 غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير 3 ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد 4 كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب 5 وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار 6}

صفحة 6102 - الجزء 8

قوله تعالى: {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٢ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ٣ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ٤ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ٥ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ٦}

  · القراءة: قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: {حم} بكسر الحاء، الباقون بفتح الحاء، وعن أبي جعفر وبعض الروايات عن نافع وابن عامر بين الفتح والكسر، وهبى ألا يفتحها فتحًا شديدًا.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «حَقَّتْ كَلِمَاتُ» بالألف على الجمع، والباقون: «كلِمَةُ» على واحد.

  · اللغة: التنزيل: مصدر نَزَّلَهُ تنزيلاً، وسمي الكتاب تنزيلاً؛ لأنه تعالى أنزله فهو تنزيله، وسواء قولك: نَزَّلْتُ وأنزلت، نحو: عَظَّمْتُ وأعظمت، وسَمَّيْتُ وأَسْمَيْتُ.

  والعزيز: القادر الممتنع بحيث يقدر هو على غيره، وغيره لا يقدر على منعه، وهو يختص بالقديم، وأصل الصفة: المنع.

  والعليم: الكبير المعلوم، وفيه مبالغة العالم.

  والتَّوْبُ: يجوز فيه وجهان: