قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 26 والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 27}
  وقيل: لأن أهل الجنة يسلم بعضهم على بعض، والملائكة تسلم عليهم، ثم يسلم ربهم عليهم، فلا يسمعون إلا سلامًا، ولا يرون إلا سلامة، قال الحسن: إن السلام لا ينقطع عن أهل الجنة، وهو تحيتهم «وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» قيل: بالألطاف التي تدعوهم إلى طريق الجنة، وقيل: يأخذ بهم في الآخرة إلى طريق الجنة، وقيل: بنصب الأدلة لجميع المكلفين دون الأطفال والمجانين، عن أبي علي، وقيل: يهدي من يشاء أي: من أجاب الداعي بالاهتداء «إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» طريق واضح قيم.
  · الأحكام: تدل الآية على تصغير أمر الدنيا، وأنها في سرعة فنائها وقلة بقائها مشبهة بالمطر والنبات التي يقل لبثها تزهيدًا فيها.
  وتدل على أن الآخرة دار السلام، وأن سعي الإنسان يجب أن يكون لها، وروي أن كل يوم ينادي ملكان عند طلوع الشمس: هلموا إلى ربكم؛ فإن ما قَلَّ وكفى خير مما كثر وألهى.
  وتدل على وجوب النظر والتفكر.
  وتدل على أن ذلك فعلهم.
  وتدل على أن الجنة تنال بالطاعات، وأنه تعالى دعا إليها.
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٦ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧}