قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 87 وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون 88}
  · الأحكام: تدل الآية على أن أقربهم مودة مَنْ آمن منهم؛ لأنه وصفهم بصفات المدح، وحكى قولهم: «آمَنَّا»، «وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ» وكل ذلك لا يليق إلا بالمؤمن، وذكر أبو علي أنه يدل على أن منهمْ مَنْ آمن.
  وتدل على أن عداوة اليهود للمسلمين أشد وكذلك عداوة المشركين، لما هم عليه من التظاهر على حرب رسول اللَّه ÷ مع ما بينهم من الاختلاف، ولعداوتهم له تظاهروا، وتدل على أن الثواب ينال بالإيمان والإحسان، خلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن العذاب يستحق بالكفر، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ أنه ليس على الأعمال جزاء.
  وتدل على حدث القرآن؛ لأنهم أجمعوا أن المراد بما أنزل القرآن، وما يجوز عليه الإنزال كان محدثًا.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه؛ ولذلك مدحهم بالإيمان وقول الحق، وذمهم بالتكبر، فأوجب الجزاء لهم على إحسانهم والعقاب على كفرهم، وذلك يبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٨٧ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ٨٨}
  · اللغة: التحريم: أصله المنع، والحَرَم: الحرام، حرمه تحريمًا.
  والطيب: اللذيذ المشتهى، والطيب: الحلال، والطيب: الطاهر، وأصله اللذيذ.