قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون 38 ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين 39 إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون 40}
  · الأحكام: تدل الآية أن القوم كانوا مع شركهم مقرين بِاللَّهِ، وأن المعارف بِاللَّهِ قد تكون شركاً.
  وتدل على أن القوم كانوا متمسكين بمثل مذهب الْمُجْبِرَة في الإرادة وأنه تعالى يريد الكفر والمعاصي.
  وتدل على أنهم احتجوا به وظنوه عذرًا كما ظن هَؤُلَاءِ فكذبهم اللَّه، وبين أن مقالة الرسل خلاف مقالتهم، ولا يقال: إن القوم قالوه استهزاء لأن القوم اعتقدوا ذلك، وقالوه حجاجاً، ولو كان مدحاً ما كان استهزاء ولا كذبهم فيه.
  وتدل على أن على الرسول الإبلاغ، فتدل على أنه لا بد أن يبقى حتى يؤدي.
  ويدل قوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا} أي: أنه بعث في كل أمة رسولاً.
  وتدل على أنهم كما بينوا الشرائع دعوا إلى التوحيد والعدل. وحثوا على النظر في الدلائل، وأنهم بدأوا به لأن الشرائع تترتب عليه.
  ويدل قوله: {وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} أنه لا شفاعة لأهل الكبائر.
قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ٣٨ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ٣٩ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٤٠}
  · القراءة: قرأ ابن عامر والكسائي: «فَيَكُونَ» بنصب النون، وقرأ الباقون: «فَيَكُونُ» برفع النون.
  أما النصب فعلى العطف على قوله: {نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.