التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون 30 قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون 31 وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون 32}

صفحة 2205 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٣٠ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ٣١ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٣٢}

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «وَلَدَارُ الْآخِرَةِ» مضافًا بلام واحدة لاختلاف اللفظين، كقولهم: مسجد الجامع، وربيع الأول، وقرأ الباقون: «وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ» بلامين «الْآخِرَةُ» بالرفع على أنها نعت الدار.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر ويعقوب: «أفلا تعقلون» بالتاء ههنا وفي سورة (الأعراف)، وسورة (يوسف)، وسورة (يونس)، وقرأ حفص عن عاصم في (يس) بالياء والباقي بالتاء، وقرأ عاصم في رواية يحيى في (يوسف) بالتاء، والباقي بالياء، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية الأعشى في جميع ذلك بالياء والتاء على الخطاب، والياء على أن الخطاب للغائب، وهم الكافرون.

  · اللغة: الذوق: مصدر ذقت الشيء أذوقه ذوقًا، وذقت ما عند فلان: اختبرته، قال الخليل: [كل ما] نزل بإنسان من مكروه فقد ذاقه.

  والخُسْرُ والخسران بمعنى، نحو: كفر وكفران، وفرق وفرقان، وخسرت الشيء وأخسرته: نقصته، وخسِرت في البيع بكسر السين، وأصل الباب: النقصان، وقيل: أصله الهلاك، وكل ما نقصته فقد أخسرته.