التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون 101 قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين 102 ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين 103 إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم 104 إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون 105}

صفحة 4113 - الجزء 6

  ومنها: محل الاستعاذة، فأكثر الفقهاء أنه بعد التكبير عند القراءة، وقال الهادي #: قبل التكبير.

  ومنها: صفة الاستعاذة، فعند علمائنا يخفيه وهو قول الأكثر، ومذهب ابن مسعود وابن عمر، وعن أبي هريرة أنه يجهر به، وهو قول الشافعي.

  فأما لفظ الاستعاذة، فقد بينا في أول الكتاب، والذي تشهد له الآية، قراءة عاصم وأبي عمرو (أعوذ بِاللَّهِ من الشيطان الرجيم) وهو مذهب الأكثر، ومذهب ابن مسعود ووكيع بن الجراح وسفيان الثوري، وقيل: (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) مكي، (أعوذ بِاللَّهِ من الشيطان الرجيم إن اللَّه هو السميع العليم) مدني وشامي، والكسائي (نستعيذ بِاللَّهِ من الشيطان الرجيم). حمزة: (أعوذ بِاللَّهِ السميع العليم من الشيطان الرجيم).

قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ١٠١ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ١٠٢ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ١٠٣ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٠٤ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٠٥}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «يُلْحِدُونَ» بفتح الياء والحاء، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء، وهما لغتان لحد يلحد، وألحد يلحد.