قوله تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد 196 متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد 197 لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار 198}
  عامل وعد بالمستحق، وإذا أبطله بارتكاب كبيرة فهو المضيع لذلك دون اللَّه تعالى.
  وتدل على الموازنة؛ لأنه بين أنه لا يضيع عملاً، فإذا عمل طاعة يسيرة فارتكب معاصي، فلو قلنا: إنه لا ينقص من عقابه لأدى إلى إضاعته، وهذا لا يجوز.
  وتدل على أن جميع المكلفين واحد في أنه تعالى لا يضيع عمله.
  وتدل على أن النجاة والجنة تستحق بهذه الأعمال خلاف قول الْمُجْبِرَةِ والمرجئة.
  وتدل على أن العمل فعلهم، وكذلك الهجرة والقتال، وذلك يبطل قول الْمُجْبِرَةِ في خلق الأفعال.
قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ١٩٦ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ١٩٧ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ١٩٨}
  · القراءة: قرأ يعقوب «يَغُرَّنْك» بإسكان النون، وكذلك {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ}
  {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ} طلبًا للخفة، والباقون بالتثقيل، وكلاهما صحيح، إلا أن الأئمة على تشديد النون وفتحها.
  وقرأ أبو جعفر «لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ» بتشديد النون من لكن والباقون بتخفيف النون.
  وقراءة العامة «نُزُلاً» بضم الزاي، وعن الحسن وإبراهيم بسكون الزاي استثقالاً للضمتين، والأول أولى؛ لأن عليه الأئمة.
  · اللغة: الغرور ما فيه خطر ومنه نهى عن بيع الغرر، كبيع الطير في الهواء والسمك في الماء، وأصل الغرور إيهام حال السرور فيما الأمر بخلافه في المعلوم.
  والمتاع: النفع الذي يتعجل به اللذة.
  والمأوى: المرجع.
  والمهاد من المهد، وهو كالفراش.