قوله تعالى: {ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 93}
  وتدل أنه صار آية للناس مَنْ شَاهَدَهُ ومَنْ سَمِعَ خَبَرَهُ؛ لأن مَنْ شاهده ذليلاً مهينًا بعد ما كان ملكًا مهيبًا يدعي الربوبية، فكان آية له في التوحيد.
  ويدل قوله: «لغافلون» على وجوب التدبر في الآيات.
  وتدل على أن الكفر والإيمان فعل العبد ليس بخلق لله تعالى؛ إذ لو كان خلقه لكان إذا قيل: الآن، قال: الآن خَلَقْتَ، ولو خلقت قبله لكنت مؤمنًا أطوع الناس، ولكن خلقت فِيَّ الكفر وادعاء الربوبية، والقدرة الموجبة لذلك، وأردت ذلك مني، فما ذنبي في ذلك، تعالى اللَّه عن قولهم علوًّا كبيرًا.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٩٣}
  · اللغة: [التَّبَوُّءُ]: توطئة المنزل لصاحبه الذي يأوي إليه، وأصلة من الرجوع، باء أي: رجع، يقال: بوأته تبوئة، وباء بالأمر بواء: رجع.
  والصدق ضد الكذب، وإنما وصف المنزل بالصدق، قيل: هو كالصدق في الفضل، كما يقال: أخو صدق، ويقال: رجل صدق أي: خير، وقيل: إنه يصدق كما يدل عليه من جلالة النعمة.
  والطيب: الحلال، والطيب نقيض الخبيث، وهو أصل في الباب.