قوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا 45 المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا 46}
  ومتى قيل: لم قال: «خَيرٌ ثَوَاباً» ولا يثيب ثَمّ إلا هو؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: على ادعاء الجهال أنه يثيب غير اللَّه، فتقديره: لو كان يثيب لكان هو.
  الثاني: يجوز أن يذكر خيرٌ وإن لم يكن ثَمَّ آخر وإذا رجع الخبر على الجزاء فتقديره: خير جزاء على العمل فلا سؤال.
  · الأحكام: تدل الآية على أن ما أحاط بماله كان عقوبة له ومصلحة، حيث له ندم على ما تقدم عنه.
  وتدل على عظم حسرته بفوت ماله في الدنيا، فلأن تعظم حسرة من خسر نفسه وأوبقها بعذاب الأبد أولى.
  وتدل على أنه لا ناصر لأحد في الحقيقة إلا اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ٤٥ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ٤٦}