قوله تعالى: {وقيل ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين 44}
  وقيل: دعاه بشرط الإيمان، عن أبي مسلم، وهذا الدعاء قبل أن تظهر أمارة الآخرة.
  «وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ» فتهلك كما يهلكون «قَالَ» ابنه: «سَآوي» سأرجع «إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ» أي: يمنعني، «قال» نوح: «لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ» أي: لا مانع من أمر اللَّه اليوم وهو عذابه الغرق، وقيل: عاصم بمعنى معصوم، كقوله: {عِيشَةٍ رَاضِيَةِ} بمعنى مرضية، أي: لا معصوم من أمر اللَّه إلا من يرحمه اللَّه «إِلَّا مَنْ رَحِمَ» قيل: لا مانع إلا رحمة اللَّه، عن أبي مسلم، ورحمة اللَّه يوجبها للمؤمنين، وقيل: إلا نوح، فإنه يعصم بأمر اللَّه، وقيل: إلا اللَّه «وَحَالَ بَينَهُمَا الْمَوْجُ» أي: صار كالحيلولة بينهما «فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ» أي: صار من المغرقين.
  · الأحكام: تدل الآية أنهم أمروا بالركوب عند ظهور العلامات.
  وتدل على أنهم تعبدوا بذكر اللَّه عند الركوب، وذلك يدل على أن الابتداء في كل أمر باسم اللَّه عبادة.
  وتدل على أن ابن نوح كان كافرًا؛ فلذلك أُهْلِكَ، فإذا جاز في نبي أن يكون ابنه كافرًا، فهلا جاز أن يكون ابْنَ كافر، فيبطل بذلك قول الإمامية في أبي إبراهيم.
  وتدل على عظيم نعمه على نوح ومن معه في حفظهم مع كثرة الأمواج، وعموم الأرض بالماء والغرق.
  وتدل على معجزات لنوح #.
قوله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٤٤}