قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين 83 وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين 84 فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين 85 ونجنا برحمتك من القوم الكافرين 86}
  بالحجة فيسمى النصرة، والثاني: بالغلبة والقهر فيختلف بالمصلحة، وإن كانت العاقبة للمتقين.
  وتدل على أنه لا يخلق الفساد؛ لأنه إذا كان لا يصلح عمل المفسدين، فكيف يقال: كل فساد في العالم منه، ومن خلقه وقضائه.
  وتدل على أن ما فعلوه فِعْلُهُم، فيبطل قولهم في المخلوق.
  وتدل على إثبات كلمات اللَّه، وفي ذلك دلالة الحدث.
  وتدل على أن كلماته حجة، فتدل على وجوب النظر والتدبر، وفساد التقليد.
قوله تعالى: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ٨٣ وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ٨٤ فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٨٥ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٨٦}
  · اللغة: الذرية: الجماعة من نسل القبيلة يدخل فيه الصغار والكبار، وقيل: الذرية الصغار، سمي بذلك تشبيهًا بالذر، وقبل: هو من «ذرأ اللَّه الخلق»، وقيل: من الذر، وقيل: من الذرور، ومنه: {تَذرُوهُ الرِّيَّاحُ} والجمع ذراري، فإن قلنا: إنه من الذر، فوزنه «فُعْلِيَّة»، كقولهم: «مُزْنِيَّة».
  والفتنة: أصلها الامتحان، وهو معاملة تظهر الأمور الباطنة، ثم سمي الكفر فتنة؛ لأنه المحنة التي تصرف عن الدين، وقد يكون ذلك بالهوى وبالإكراه، وبالشبه الداعية إلى الضلال.