التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى 9 سيذكر من يخشى 10 ويتجنبها الأشقى 11 الذي يصلى النار الكبرى 12 ثم لا يموت فيها ولا يحيى 13 قد أفلح من تزكى 14 وذكر اسم ربه فصلى 15 بل تؤثرون الحياة الدنيا 16 والآخرة خير وأبقى 17 إن هذا لفي الصحف الأولى 18 صحف إبراهيم وموسى 19}

صفحة 7378 - الجزء 10

قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ٩ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ١٠ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ١١ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ١٢ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ١٣ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ١٥ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ١٦ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٧ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٨ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ١٩}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب وقتيبة عن الكسائي: «يُؤْثِرُونَ» بالياء كناية عن الأشقى وقد تقدم ذكره، والباقي بالتاء على الخطاب، وهو الوجه؛ لأنه روي أن في قراءة أًبَيٍّ: «بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا»، وأكثر القراء عليه.

  · اللغة: التذكير: التعريض للذكر بالبيان الذي يقع به الفهم، ذَكَّرَ يُذَكِّرُ تَذْكُّرًا، ونفع التذكير عظيم؛ لأنه طريق العلم بما يحتاج إليه، (سيذكر): أصله سيذتكر، فأدغم التاء في الذال لقرب مخرجهما قبل الأول، ثم يدغم في الثاني.

  والتجنب: المصير في جانب من الشيء بما ينافي غيره، أُخِذَ من الجانب.

  والشَّقْوَةُ: حال يؤدي إلى شدة العقاب، ونقيضه: السعادة، شَقِيَ يَشْقَى شِقْوَةً وشقاءً، وأشقاه يُشْقِيهِ.

  والفلاح والنجاح والغُنْم نظائر، وهو الظفر بالبغية.

  · النزول: قيل: نزل قوله تعالى: {تَزَكَّى} في صدقة الفطر وصلاة العيد، عن أبي العالية،