التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج 6 والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج 7 تبصرة وذكرى لكل عبد منيب 8 ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد 9 والنخل باسقات لها طلع نضيد 10 رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج 11}

صفحة 6550 - الجزء 9

  ومتى قيل: من يجب إعادته؟

  قلنا: في العقل من له حق الثواب أو عوض، والشرع وَرَدَ بإعادة جميع الأحياء.

  ومتى قيل: بماذا نبه على الإعادة؟

  قلنا: بكونه قادرا على الأجسام التي لا يقدر عليها غير القادر للذات، وبكونه عالمًا بالأجزاء، ونبه على الجزاء بكون أعمالهم محفوظة مكتوبة وأراد أنها معلومة.

  ويدل قوله: {مَرِيجٍ} أن القوم كانوا في شك وحيرة، وهكذا يكون المبطل.

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ٦ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٧ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ٨ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ٩ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ١١}

  · اللغة: النظر: طلب ما في المعنى من الحكم، ثم ينقسم، فمنه النظر بالعين، وهو تقليب الحدقة نحو جهة المرئي التماسًا لرؤيته مع سلامة الحاسة، ومنه نظر بالقلب، وهو التفكر في الشيء لطلب حكمه، ومنه: النظر بمعنى الانتظار.

  والزينة: حسن الصورة، زيّنه تزيينًا، والزين خلاف الشين.

  والفروج: الشقوق والصدوع، وفي الحائط فُرجة بضم الفاء، فإذا قيل: فَرجة بفتح الفاء هو التفصِّي من الهم، قال الشاعر:

  له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقَالِ