التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون 26 والجان خلقناه من قبل من نار السموم 27 وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون 28 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 29 فسجد الملائكة كلهم أجمعون 30}

صفحة 3945 - الجزء 6

  وتدل على أنه لا يفعل القبيح ولا يريده لأنه ينافي الحكمة.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ٢٧ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٨ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٢٩ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ٣٠}

  · القراءة: قراءة العامة: «وَالْجَانَّ» بغير همز، وعن الحسن بهمزة ساكنة، قال أبو القاسم: وهي لغة ردية.

  · اللغة: الصلصال: القعقعة، وهو صوت شديد متردد في الهواء، يقال لصوت الرعد: صلصلة، ولصوت الحديد: قعقعة، والصلصال قيل: هو الطين اليابس الذي لم تصبه نار، أخذ من الصوت، يقال: صل وصلصل صلصلة إذا صوت، وقيل: إذا خلط الرمل بالطين كان له صوت عند المس والتحريك، وقيل: الصلصال المنتن، أخذ من صل اللحم وأصل إذا أنتن.

  والحمأ: جمع حمأة، وهو الطين المتغير إلى السواد.

  والمسنون: قيل: المصبوب أخذ من سننت الماء على الوجه وغيره إذا صببته، وقيل: سننت - بالسين غير معجمة: أرسلت الماء على الوجه، وشننت - بالشين معجمة - صببت، والمسنون قيل: المنتن، والسُّنَّة: السيرة والطريقة، وأصل الباب: الاستمرار في جهة، ومنه: «هو على سنتي» وأخذ من سنة الوجه صورته.