قوله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير 17 وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير 18}
  يسقط بالتوبة فيستحق الثواب عليها خلاف ما تقوله المرجئة، أنه يكون مكلفًا لا يستحق الثواب ولا العقاب.
  ومتى قيل: الرحمة المراد بها الغفران؟
  قلنا: إذا حمل على زيادة فائدة دون التكرار كان أولى.
  ومتى قيل: الآية تدل على أن أحدًا لا يدخل الجنة إلا برحمته دون عمله.
  قلنا: جميع ما يستحقه المكلف فهو من جهته تعالى؛ لأن منها ما هو تفضل، ومنها ما حصل له؛ لأنه عرضه لتلك المنزلة، ومنها لأنه أعانه عليه ومكنه ولطف له، وأزاح العلة، وتضمن الثواب.
  ومتى قيل: هل يدخل في الآية غير المكلف؟
  قلنا: لا؛ لأن المراد من يصرف عنه العذاب المستحق فقد رحمه، وذلك يختص المكلف.
قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٧ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ١٨}
  · اللغة: الضُّرُّ بالضم: الهزال، وبالفتح: ضد النفع، وبالكسر: تزوج المرأة على ضرة، والفرق بين الضُّر والضَّر أن الضَّر بالفتح مصدر ضره يضره ضرًّا، فيقع على القليل والكثير؛ لأنه مصدر جاء على فعله، كالصفة الجارية، وأما الضُّر بالضم فهو كالصفة المعدولة للمبالغة.
  والمس: مصدر مَسِسْتُ أَمَسُّ، وقيل: مَسَسْت أَمُسُّهُ، والممسوس: الذي به