قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100 وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم 101}
  وتدل على أن تعليق الحكم بصفة لا يدل على أن ما عداه بخلافه؛ لأن صد من لم يؤمن قبيح أيضًا، وآخر الآية وعيد عظيم، كمن يقول لغيره: أنا عليم بفعلك غير غافل عنك.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ١٠٠ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٠١}
  · اللغة: الاعتصام: أصله المنع، عصمه يعصمه عصمًا، ومنه: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} والعُصْمُ: الوعول لامتناعها بالجبال.
  والصراط: الطريق.
  · الإعراب: «يَرُدُّوكم» جزم لأنه جواب المجازاة، والمعنى: إن تطيعوا يردوكم كافِرين. ولو لم تكن جزمًا لَقُلْتَ: يردونكم.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في الأوس والخزرج حين أغرى قوم من اليهود بينهم بذكر حروبهم في الجاهلية ليفتنوهم عن دينهم، عن زيد بن أسلم والسدي.
  وقيل: نزلت في شاس بن قيس مر بالأوس والخزرج، فغاظه ما رأى من ألفتهم بالإسلام. بعد ما كان بينهم من الحروب، فبعث يهوديًّا يذكرهم تلك الأيام، ويناشدهم