التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون 280}

صفحة 1065 - الجزء 2

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٨٠}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر «ذو عُسُرة» بضم السين، والباقون بسكونها وهما لغتان.

  وقرأ نافع «مَيسُرَة» والباقون بفتحها، وهو مصدر أيسر إيسارًا وميسرة: إذا كثر ماله، وقرأ يعقوب بضم السين وكسر الهاء مشبعة.

  وقرأ عاصم: «وأن تَصَدَّقُوا» بتخفيف الصاد والباقون بتشديدها، والأصل أن فيه تاءين تتصدقوا فمن حذف إحدى التاءين تخفيفًا، ومن شدد أدغم إحدى التاءين في الأخرى.

  وفي الآية روايات شاذة لا يجوز القراءة بها وإن جاز في العربية، فروي عن ابن مسعود وابن عباس «ذا عسرة» على تقدير أن كان الغريم ذا عسرة، وروي أنها كذلك في قراءة أبي بن كعب، وعن أبان بن عثمان: «فمن كان ذا عسرة»، وعن الأعمش: «وإن كان معسرا»، وعن الحسن وقتادة: «فناظرة» أي منتظرة، وعن عطاء: «فنظرة» ساكنة الظاء، وعن مجاهد «مَيسُرِهِ» بالهاء نحو ما حكيناه عن يعقوب، قال علي بن عيسى: وذلك غير جائز؛ لأنه ليس في الكلام مِفْعُل، وعن ابن مسعود: «فناظرة إلى ميسورة» كلها لغات معناها اليسار، والأولى أنهم فسروا الآية.

  · اللغة: العسرة والإعسار هو: ضيق ذات اليد.

  ونظرة وناظرة مصدر وهو: الإمهال والانتظار.

  والميسرة واليسار: الغنى، وهو كثرة المال أُخِذَ من اليسر؛ لأنه يتيسر عليه التصرف وقضاء الحوائج.