التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم 167 وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون 168}

صفحة 2762 - الجزء 4

قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ١٦٧ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ١٦٨}

  · اللغة: الأذان: الإعلام، وأذن تَأذن بمعنى حدّث وتحدث، وتأذن: أعلم، والأذان للصلاة، سمي بذلك؛ لأنه إعلام، وآذَنَ إيذانا: أعلم، ومنه: {فَأذَّنَ مُؤَذِّنٌ}.

  والسَّوْم قيل: مأخوذ من السوم الذي هو المرعى، ومنه: إبل سائمة، فكأنه قصر بها على المرعى لتسمن، ثم استعير، فجعل القصر على الهوان سومًا، عن أبي مسلم.

  وقيل: يسومونكم، يحملونكم على ذلك ويطالبونكم به، ومنه: السوم في البيع: هو أن يطلب سلعته بثمن.

  · الإعراب: اللام في قوله: «ليبعثن» لام القسم «أممًا» نصب ب (قطعناهم).

  «وبلوناهم» عطف على (قطعناهم) تقديره: قطعناهم أممًا وبلوناهم؛ فمنهم الصالح، ومنهم دون ذلك.

  · النظم: ويُقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: قيل: إنه يتصل بقصة بني إسرائيل يعني أعلمكم اللَّه فيما أنزل إليكم قديمًا أنه يبعث محمدًا ÷ فتكون له الغلبة على اليهود إلى يوم القيامة، عن أبي مسلم.