قوله تعالى: {أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون 8 أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 9 ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون 10}
  وتدل على أن المؤمنين فرحوا بنصر الله، وقد بَيَّنَا ذلك، وأنه لا يحمل على نصرة الروم، ويجوز مثل ذلك؛ لما فيه من قهر أعداء الله.
  ويدل قوله: {وَعْدَ اللَّهِ} أنه لا يخلف وعده ووعيده.
  ويدل قوله: {وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} أن المعارف مكتسبة؛ إذ لو كانت ضرورية لكان علمهم بأحوال الآخرة كعلمهم بأحوال الدنيا.
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ٨ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٩ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ١٠}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «عَاقِبَةُ» بالرفع على أنه اسم (كان)، وخبره: {السُّوأَى}، تقديره: عاقبة المفسدين النار، والباقون بالنصب على أنه خبر (كان)، واسمه: {أَنْ كَذَّبُوا}، تقديره: ثم التكذيب كان عاقبة أمرهم، وروي عن عاصم الرفع والنصب.
  · اللغة: أَثَرْتُ الأرض: قلبتها للزراعة، ومنه: {لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ}[البقرة: ٧١] وأثرت الصيد: نفرتها.
  والسُّوأَى: الخلة التي تسوء صاحبها عند إدراكها، والإساءة: ضد الإحسان،