قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77}
  وتدل على أنه يحب المؤمن دون الفاسق خلاف قول الْمُجْبِرَةِ، وروي عن النبي ÷ أنه لما قرأ هذه الآية قال: «كذب أعداء اللَّه ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي، إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر».
  وتدل على أن أداء الأمانة والخيانة فيها فعل العبد، وأن الكذب فعلهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٧}
  · اللغة: «اشترى» افتعل من الشراء، واشترى السلعة بالثمن، وشرى: باع، ومن ذلك سمت الخوارج نفسها شُرَاة، يعني باعوا أنفسهم من اللَّه تعالى من قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.
  والعهد: العقد، والعهد: الوصية، وعهد اللَّه على العبد يكون بشيئين: أحدهما: ما أوجبه في عقله، والثاني: بما أوجب في الشرع.
  والأيمان جمع يمين، اختلفوا في أصله قيل: من اليمين التي هي الجارحة، وكانوا يتصافحون عند الحلف، فسمي الحلف يمينًا، ثم كثر استعماله حتى صار حقيقة، وقيل: أخذ من القوة، ومنه:
  تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِاليمينِ