التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون 82 ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون 83 حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون 84 ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون 85 ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون 86}

صفحة 5456 - الجزء 8

  · الأحكام: الآية تدل على أن القرآن يَفْصِلُ بين المحق والمبطل والحق والباطل؛ حتى يضطر الجميع إليه.

  وتدل على أنه هدى يمكن معرفة المراد به.

  وتدل أنه تعالى يقضي بين الخلق يوم القيامة، فينتصف للمظلوم من الظالم.

  وتدل على ما نقوله في الأعراض.

  وتدل على تفويض الأمر إليه، وأن دينه هو الحق.

  وتدل على تسلية له ÷، إذا لم يسمعوا كلامه ولم يقبلوا، فإنهم كالميت وكالأصم.

  ويدل قوله: {فَهُمْ مُسْلِمُونَ} أن الإسلام والإيمان واحد.

  وتدل أن التولي والاختلاف فعلُهم.

قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ٨٢ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ٨٣ حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٨٤ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ٨٥ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٨٦}

  · القراءة: قراءة العامة: {تُكَلِّمُهُمْ} بالتشديد من التكلم، وأصله من الكلام، وقرأ أبو رجاء العطاردي: «تَكْلَمُهُمْ» بفتح التاء وتخفيف اللام من الكَلم وهو الجرح، قال أبو الجوزاء: سألت ابن عباس عن هذه الآية {تُكَلِّمُهُمْ} أو «تَكْلَمُهُمْ» فقال: كل ذلك: تُكلّم المؤمن وتَكْلَمُ الكافر.