التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا 47 وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا 48 ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا 49}

صفحة 4428 - الجزء 6

  وتدل على أن المرء لا ينبغي أن يصرف همته إلى المال والبنين التي هي زينة الحياة الدنيا، وأن يكون اهتمامه بالآخرة وطلبها بالاعمال الصالحة.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ٤٧ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ٤٨ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: «تَسَير» بالتاء بفتحها وفتح السين، و «الجبالُ» بالرفع على ما لم يسم فاعله، وقرأ الباقون بالنون: «نُسَيِّرُ» وضمها وفتح السين وكسر الياء، «الْجِبَالَ» بالنصب لأنه مفعول.

  · اللغة: التسيير: جعل الشيء يسير، وهو المراد بالآية، والتسيير أيضاً تطويل السير.

  والبرز: أصله الظهور، رجل برز وامرأة برزة تبرز للناس.

  والمغادرة: أصلها الترك، ومنه الغدر لأنه ترك الوفاء، ومنه الغدير لترك الماء فيه.