قوله تعالى: {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون 60}
  وتدل على أنه يثبت بعضها في اللوح المحفوظ مصلحة للملائكة وغيرهم.
  وتدل على أن علم الغيب يمكن تعريفه غيرَهُ؛ لذلك قال: «وَعندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيبِ»؛ إذ الغيب لا يصح أن يفتح إلا بالتعريف.
  وتدل على أنه تعالى أثبت جميع الأعمال، وفيه تحذير المكلف ليقدم لنفسه ما يسره.
  وتدل على أنه عالم لذاته؛ لأنه لو كان عالمًا بعلم لوجب أحد ثلاثة أشياء كلها فاسدة: إما أن يكون لهم علوم لا نهاية لها، أو معلوماته متناهية بحسب ما وجد من المعلوم، أو يتعلق علم واحد بمعلومات كثيرة، وكلها باطلة.
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٦٠}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «لِيُقْضَى» بضم الياء، وفتح الضاد «أَجَلٌ» بالرفع على ما لم يسم فاعله، وعن أبي رجاء وطلحة بالنون المفتوحة، وكسر الضاد. «أجلاً» بالنصب على الإضافة إلى اللَّه تعالى.
  · اللغة: التوفي: قَبْض الشيء على التمام، يقال: توفيت الشيء واستوفيته بمعنى، ومنه الوفاء؛ لأنه تمام العقد الذي عقده، يقال: وفى بعهده، وأوفى وهو موف، والوفاة:
  الموت لأنه قبض على التمام.
  والليل والنهار يتعاقبان، فالليل من ابتداء الظلام بغروب الشمس إلى انقطاعة بالفجر، والنهار من حين اتساع الضياء بالفجر إلى سقوط قرص الشمس، وأصل النهر: السعة.