التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير 40}

صفحة 1959 - الجزء 3

  واختلفوا في وقوعه من الأنبياء فقيل: لا يقع، ولو قدر وقوعه لا يجب القطع؛ لأنه لا يدخل تحت الظاهر، وقيل: بل يدخل كالإمام، وقطعوا أن هذا تقدير، وأنه لا يقع منهم.

  وتدل على أنه يغفر للتائب قطعًا.

  وتدل على أنه لولا التوبة لعوقب دائمًا، خلاف قول المرجئة.

  واختلفوا إذا قطع يده فتاب، أو كان كافرًا قطعت يده فأسلم، أو كان مسلمًا قطعت يده ظلمًا ثم ارتد، نعوذ بِاللَّهِ منه، فعند مشايخنا لا اعتبار بالأطراف، فيجوز أن يعبد اللَّه تعالى بتلك اليد بعينها، ويجوز أن يخلق مثلها، وعند أبي القاسم يعتبر حال كل واحد منهما على حدة، ويعتبر الأطراف، واتفقوا أنه لا بد أن يكون له يدان.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٤٠}

  · اللغة: المشيئة والإرادة والمحبة نظائر، وقدير وقادر بمعنى، إلا أن في «قدير» مبالغة، وليس هذا كالسميع والسامع؛ لأن السميع هو الذي على صفة يسمع المسموع، إذا وجد، وهو كونه حيًّا لا آفة به، والسامع من يسمع المسموع، وذلك صفة ثانية للسامع، وتقتضي وجود المسموع.

  · الإعراب: الألف في قوله: «ألم» ألف استفهام، والمراد به التقرير، أي قد علمت، وألف الاستفهام تذكر للإنكار والتقرير والاستفهام.