التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا 11 إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا 12 وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا 13 لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا 14 قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا 15 لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا 16}

صفحة 5274 - الجزء 7

  ومن نظر في هذه الآيات، وتأمل حال أهل البدع وأهل الحق علم أن طريقة القوم طريقتهم؛ لأنهم يعدلون عن الحجة، ويرمون أهل الحق بالألقاب القبيحة، وينسبون إليهم ما هم مبرؤُون منه، وينفرون الناس عنهم، ويلبسون على العوام، والله المستعان.

قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ١١ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ١٢ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ١٣ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ١٤ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ١٥ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ١٦}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «ضَيقا» ساكنة الياء، والباقون بتشديدها، وهما لغتان.

  · اللغة: السعير: اسم من أسماء جهنم، وهو مأخوذ من إسعار النار، وهو شدة إيقادها، أسعرها إسعاراً، وسعرها اللَّه تسعيرًا، والسُّعار: حر النار، وسعر الرجل:

  ضربته السموم.

  والتغيظ: الهيجان والغليان، ومنه قيل لشدة الغضب: الغيظ، وتغيظ الهاجرة: أشد حرها، واغتاظ وتغيظ بمعنى.