قوله تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا 16 لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا 17 وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا 18 وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا 19 قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا 20 قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا 21}
  · الأحكام: الآيات تدل على أشياء:
  منها: أن الجن مختلفون في الديانات كالإنس.
  ومنها: أنهم مكلفون.
  ومنها: أن فيهم مسلمًا وصالحًا، وفيهم من هو بخلاف ذلك.
  ومنها: أنهم لما سمعوا القرآن آمنوا؛ أي: استدلوا على صحة نبوته.
  ومنها: أنهم كانوا قائلين بالعدل والتوحيد، ويرون الثواب والعقاب جزاء الأعمال؛ لذلك نفوا عن الله تعالى الظلم، وقالوا: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} وعند الْمُجْبِرَة بخلاف ذلك، ولا يأمن لو خلق فيهم الكفر، وعذبهم، أو عذبهم بغير ذنب لكان ظلمًا، وقد نفوا عنه الظلم.
  ومنها: أن المؤمن يكون في أَمْنٍ من العذاب، وعلى زعم الْمُجْبِرَة أن أحدًا لا يأمن ذلك، وكذلك تدل على أنه لا يلحقهم غَمٌّ يوم القيامة.
  ومنها: أن الظالم مصيره إلى النار، خلاف قول المرجئة.
قوله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ١٦ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ١٧ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ١٨ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ١٩ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ٢٠ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ٢١}
  · القراءة: قراءة العامة: «لَوِ اسْتَقَامُوا» بكسر واو (لو)، وعن الأعمش بضمها، فالأول لالتقاء الساكنين.