التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 19 وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا 20 عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا 21 إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا 22 إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا 23 فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا 24 واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا 25 ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا 26}

صفحة 7214 - الجزء 10

  سميت سلسبيلاً؛ لأنها تسيل في الطرق، وفي منازلهم، تنبع من أصل العرش من جنة عدن، عن أبي العالية، ومقاتل. وقيل: هو اسم العين. وقيل: يسقون أشربة مختلفة منها ماء يمزج بالكافور. ومنها ماء يمزج بالزنجبيل، وهو إذا مزج بالشراب فاق في الالتذاذ، وكل ذلك أنموذجات، وشراب الجنة خير من جميع ذلك، ولهم أشربة سوى ذلك، الله أعلم بحسنها وطيبها.

  · الأحكام: تدل الآيات على أشياء:

  منها: أن المؤمن لا يناله يوم القيامة حزن ولا هول، خلاف ما يقوله بعضهم؟ لذلك. قال: {فَوَقَاهُمُ} الآية.

  ومنها: أن الثواب مستحق على العمل، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.

  ومنها: ما وصف من مساكنهم ولباسهم وشرابهم.

  ومنها: أن الصبر مما يستحق به الثواب، بل كل الثواب عليه؛ لأنه صبر على الطاعة وعن المعصية، ويتضمن الرضا على ما يصيبه من البلايا من جهته تعالى.

  ومنها: أن في الجنة راحة متكاملة، لا يؤذيهم حَرٌّ ولا بردٌ.

  ومنها: أن ثمارها دانية، وكل ذلك ترغيب وترهيب.

قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ١٩ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ٢٠ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ٢١ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ٢٢ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ٢٣ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٢٥ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ٢٦}