قوله تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد 8 الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد 9 إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 10 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير 11}
  فقتلها، وفشا أمر الغلام، وجاء ابن عم الملك مكفوفًا ليدعو له، وقال: إن دعوت ورد الله بصرك آمنت؟ قال: نعم. فدعا ورد الله بصره وآمن، ثم دخل على الملك فقال: من فعل هذا؟ فقال: الله رب السماوات والأرض، فقال: من علمك هذا؟ فدل على الغلام، فجيء به، فإذا غلام عاقل، فسأله عن دينه، فأخبره بالإسلام ومن آمن معه، فَهَمَّ الملك بقتلهم مخافة أن يبدلوا دينه، وبعث بهم إلى جبل مع جماعة ليقتلوهم ويهلكوهم، فدعا الغلام فأهلكهم الله، ثم بعث بهم إلى البحر ليغرقوهم، فأهلك الله قومه، فقال: اقتلوه بالسيف، وفشا أمره باليمن، وعلم الناس أنه على الحق، فقال الغلام للملك: إنك غير قاتلي، إلا أن تفعل ما أقول، تجمع أهل مملكتك، ثم ترميني بسهم وتقول: بسم الله رب الغلام، ففعل، فمات، فآمن أكثر الناس، وقالوا: لا دين إلا دينه، ولا إله إلا إلهه، فغضب الملك، وخد الأخاديد، وأحرق الناس، وفيمن آمن امرأة لها ثلاثة بنين جيء بها مع بنيها، فألقي واحد واحد في النار، ويقول لها: ارجعي عن دينك، فأبت حتى أخذ منها الرضيع، فكادت أن تفتتن، فقال: يا أماه، لا ترجعي فإنك على الحق، فألقي الصبي، وأمه في النار.
  وقيل: كانوا عبدة الأوثان أخذوا جماعة من المؤمِنِينَ، وخدوا الأخدود، وعرض عليهم [الكفر]، فأبوا إلا الدين فأحرقوا، عن الربيع بن أنس.
قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٨ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٩ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ١٠ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ١١}
  · اللغة: النقمة من العذاب، ونَقَمْتُ الأمر ونَقِمْتُهُ بفتح القاف وكسرها: أنكرته، والنقمة نقيض النعمة، فالنقمة: إيجاب المضرة، والنعمة: إيجاب المنفعة، قال الشاعر: