قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيه الثقلان 31 فبأي آلاء ربكما تكذبان 32 يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان 38 فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان 39 فبأي آلاء ربكما تكذبان 40 يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام 41 فبأي آلاء ربكما تكذبان 42 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون 43 يطوفون بينها وبين حميم آن 44 فبأي آلاء ربكما تكذبان 45}
  وتدل على أنه تعالى كل وقت يجري الأشياء على ما هو المصلحة من غير تقديم وتأخير، قال أبو علي: وهذا تَوَسُّعٌ، لأنه لا يقال: هو في شأن إلا وهو مشغول به عن غيره، ويتعالى الله عن ذلك، فالمراد أنه تعالى يفعل أفعالاً في أوقاتها.
قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ٣١ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢ يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ٣٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٦ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ٣٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٨ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٠ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ٤١ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٢ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «سَيَفْرُغُ» بالياء وفتحها وضم الراء، واختاره أبو عبيد وخلف اعتبارًا بقوله تعالى: «يَسْأَلُهُ» فأتبع الخبر الخبر، تقديره: سيفرغ الله لكم.
  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبو عمرو: «سَنَفْرُغُ» بالنون وفتحها وضم الراء، وهو اختيار أبي حاتم، على نون الكبرياء والعظمة، وروي في ذلك قراءة شاذة، فعن عبد الله، وأبي: «سَنَفْرُغُ إليكم»، وعن الأعمش: بضم الياء وفتح الراء، على ما لم يسم فاعله، وعن الأعرج بفتح النون والراء، قال الكسائي:
  هي لغة تميم.