قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا 16 وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا 17 من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا 18 ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا 19}
قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ١٧ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ١٨ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ١٩}
  · القراءة: قراءة العامة: «أَمَرْنَا» بالتخفيف غير ممدود من الأمر، وقرأ أبو عثمان النهدي، وأبو رجاء العطاردي، ومجاهد، وأبو العالية الرياحي: «أمَّرنا» بتشديد الميم من التأمير، بمعنى التسليط، وأصله من الإمارة، يقال: أمر عليهم يأمر إذا صار أميرًا، وأمره عليهم يؤمره، وفي الحديث: «أميري من الملائكة جبريل» يعني وليي وصاحب أمري، وكل من فزعت إليه في مشاورة فهو أميرك، والزوج أمير المرأة، وقرأ الحسن وقتادة ويعقوب وأبو حيوة الشامي: «آمَرْنا» بالمد أراد كثرنا، وقيل: اشتقاقه من الأمر، لأنه إذا كثر القوم احتاجوا إلى آمر يأمرهم وينهاهم، وفي الحديث: «خير المال مهرة مأمورة» الكثيرة النسل والنتاج، يقال: أمرهم اللَّه فأمروا أي: كثروا، قال لبيد:
  كُلُّ بَنِي حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ ... قُلّ وَإِنْ أَكثَروا مِنَ العَدَدِ
  إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا ... يَوماً يَصيروا لِلهلاكِ وَالنفَدِ