التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسواها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعامكم 33 فإذا جاءت الطامة الكبرى 34 يوم يتذكر الإنسان ما سعى 35 وبرزت الجحيم لمن يرى 36}

صفحة 7271 - الجزء 10

  «أَخَذَهُ الله»، أي: عاقبه «نَكَالَ الآخِرَةِ وَالْأُولَى» يعني في الدنيا بالغرق، وفي الآخرة بالنار، عن الحسن، وقتادة، وقيل: نكال كلمته الأولى والأخرى، فالأولى قوله: {مَا عَلِمتُ لَكُم مِّن إِلَهٍ غَيرِي}⁣[القصص: ٣٨] والأحْرى قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، عن ابن عباس، ومجاهد والشعبي، وقتادة، وقيل: كان بينهما أربعون سنة «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً» لعظة «لِمَنْ يَخْشَى» عقاب الله تعالى، ونقمته.

  · الأحكام: يدل قوله تعالى: {وَأَهْدِيَكَ} أن الهداية هي الدلالة، والطريق إلى معرفة الله تعالى، لا نفس الإيمان.

  ويدل قوله: {هَل لَّكَ} على أن الواجب على الداعي إلى الدين أن يبتدئ باللطف والرفق.

  ويدل قوله: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ} أن الحجة إنما تلزم بظهور المعجز.

  ويدل قوله: {نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} أن عقوبة إحدى الدارين لا تمنع عقوبة الدار الأخرى.

  ويدل قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} على وجوب التدبر في الأدلة والأمثال، وخص من يخشى؛ لأنهم ينتفعون به.

  وتدل الآيات على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم، منها قوله: {طَغَى} وقوله: (كذب - وتولى - ونادى).

قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ٢٧ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ٢٨ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ٢٩ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ٣١ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ٣٢ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٣ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ٣٤ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ٣٥ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ٣٦}