قوله تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب 36 وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق 37}
  · الأحكام: تدل الآية على أن الجنة دائمة لا تفنى، خلاف ما يقوله جهم، وحكى ابن ماجه عن خارجة قال: كفرت الجهمية بقولها: الجنة تفنى، واللَّه يقول: «أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا».
  وتدل على أن الجنة تنال بالتقوى، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ والمرجئة.
  وتدل على أن الثواب والعقاب جزاء على الأعمال.
  وتدل على أن الجنة لم تخلق بعد؛ إذ لو كانت مخلوقة، وثبت بالدليل فناء الأجسام كلها لكان أكلها لا يدوم، ولا يمتنع أن تكون في السماء جنات يدخلها الملائكة والأنبياء، وكلامنا في جنة الخلد.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ٣٦ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ٣٧}
  · اللغة: الإيتاء والإعطاء من النظائر، وهو إيصال الشيء إلى الآخر، [آتاه] يؤتيه إيتاءً بالمد:
  أعطاه، وأتاه مقصورًا يأتيه إتيانًا: جاءه.
  والأحزاب: الجماعات التي تقوم بالنائبة، واحدها: حزب، تحزب القوم تحزبًا.
  والمآب: المرجع، آب يؤوب أوبًا إذا رجع.
  والوقاية: التي تمنع الأذى، قال شيخنا أبو القاسم: ولئن اتبعت ولو اتبعت بمعنى.