التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون 245}

صفحة 973 - الجزء 2

  سميع لما يقوله المتعلل، عليم بما يضمره، وإياكم والتعلل بالباطل، وقيل: سميع لقولكم عليم بفعلكم وضمائركم.

  · الأحكام: الآية تدل على وجوب الجهاد.

  وتدل على التحذير في القول والعمل من حيث يرى ويسمع ويعلم ما يحبه الواحد منا.

  وتدل أنه سميع بصير، خلاف ما يقوله البغدادية إنه بمعنى يعلم، والسميع الذي يسمع المسموعات إذا وجدت، والبصير الذي يدرك المرئيات إذا وجدت، والفرق بين سامع وسميع أن السامع يدل على وجود المسموع، وسميع لا يدل عليه.

  وتدل على التحذير من النفاق والرياء؛ لأنه تعالى يعلم الأسرار.

قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٤٥}

  · القراءة: في «فيضاعفه» أربع قراءات، قرأ «فيضاعفُهُ» بالألف والرفع أبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي، وقرأ بالألف والنصب عاصم، وقرأ بالتشديد والرفع بلا ألف «فيضعِّفُه» أبو جعفر وابن كثير، وقرأ ابن عامر بالتشديد والنصب، وهما لغتان، ووجه الرفع العطف على «يقرض»، ووجه النصب على جواب الاستفهام بالفاء، والاختيار الرفع؛ لأن فيه معنى الجزاء، وجواب الجزاء بالفاء لا يكون إلا رفعًا.

  «ويضاعفه» أكثر في الاستعمال، وقرأ أبو عمرو «يضعف لها العذاب» بالتشديد، وههنا بالألف؛ لأن عنده المضاعفة لما لا يحد، والتضعيف للمحدود.