التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام 23 ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 24 تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون 25 ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار 26}

صفحة 3860 - الجزء 5

قوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ٢٣ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ٢٤ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ٢٦}

  · اللغة: التحية: التلقي بالكرامة في المخاطبة، كقولك: أحياك اللَّه حياة طيبة، وسلام عليكم، وما أشبهه، وقوله: التحيات لله، قال أبو بكر الأنباري: فيه ثلاثة أقوال:

  أولها: الملك لله والتحية الملك، يقال: أحياك اللَّه أي ملكك اللَّه، قال الشاعر:

  من كل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية

  وثانيها: البقاء لله، يقال: حياك اللَّه أي أبقاك اللَّه، وقيل: حياك بمعنى أحياك الله؛ أي: أبقاك اللَّه، فعل كما يقال: وصى وأوصى، ومهل وأمهل.

  وثالثها: السلام على اللَّه، وقال القتبي: إنما قال التحيات لله على الجمع لأنه كان في الأرض ملوك يحيون بتحيات مختلفة فيقال لبعضهم: أبيت اللعن، ولبعضهم: أسلم وأنعم، ولبعضهم عش ألف سنة، فقيل لنا: قولوا التحيات لله أي: الألفاظ الدالة على الملك أو يكنى بها عن الملك فهي لله تعالى.