قوله تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين 11 وأمرت لأن أكون أول المسلمين 12 قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 13 قل الله أعبد مخلصا له ديني 14 فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين 15 لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون 16}
  وأما الثالث: فمن وجوه: قوله: {إِنْ تَكْفُرُوا}، وقوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}، وقوله: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}.
  وقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وقوله: {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقوله:
  {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ} الآية، فنبه على عادة سيئة ذامًا لها.
  وأما الرابع، فقوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ}، وقوله: {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}، وقوله: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ}، وقوله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا}، وقوله: {لِيُضِلَّ}، وقوله: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} كل ذلك يبطل قولهم في المخلوق. (وقوله): {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. وقوله: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ}. وأما الرابع: فقوله: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ}. وأما الخامس: فقوله: {وَإِنْ تَشْكُرُوا} حث على الشكر، وقوله: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ}، وقوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ}، وقوله: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ}، وقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا}.
  ويدل قوله: {آنَاءَ اللَّيْلِ} أن قيام الليل أفضل من قيام النهار؛ لما فيه من زوال شغل القلب، ولزوال الرياء.
  ويدل قوله: {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} أن المؤمن يجب أن يعبد ربه بين الخوف والرجاء.
  ويدل قوله: {حَسَنَةٌ} أن المحسن يجازى بالإحسان، وجميع ذلك إنما يصح على مذهب العدل أن للعبد فعلاً، وأنه تعالى يجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ١١ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ١٢ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ١٤ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١٥ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ ١٦}