التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون 62 هذه جهنم التي كنتم توعدون 63 اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون 64 اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون 65}

صفحة 5894 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ٦٢ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٦٣ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ٦٤ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٦٥}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم: {جِبِلًّا} بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم اعتبارًا بقوله: {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ}⁣[الشعراء: ١٨٤] وقرأ ابن عامر وأبو عمرو: (جُبْلًا) بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام. وقرأ يعقوب: «جُبُلًّا» بضم الجيم والباء وتشديد اللام، نحو قراءة الحسن وعبيد بن عمير وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «جُبُلاً» بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وكلها لغات صحيحة. وروي عن علي #: «جِيلاً» بالياء وكسر الجيم خفيفة، والجيل: الأمة.

  · اللغة: الضلال: أصله الهلاك، فأما مِن الله إما الحكم بالضلال أو الذهاب من طريق الجنة والنجاة.

  والجِبِلُ والجُبُلُّ والجُبْلُ والجبُلُ لغات، وهو الجمع ذوو العدد الكثير من الناس، وقيل: أصله الجمع الَّذِينَ خلقوا على خليقة، أي: طُبِعُوا، وأصله: الطبع، ومنه: جبلت التراب بالماء: صيرته طينًا يصح أن يطبع فيه، ومنه: الجَبَلُ؛ لأنه مطبوع على الثبات، وقال أبو مسلم: أصله: الغلظة والشدة، ومنه: جَبَلَ الله فلانًا على كذا.

  وأصل الصلاَ: اللزوم، ومنه المُصَلِي الذي يجيء في أثر السابق للزومه أثره، والصَّلاة للزوم الدعاء فيها.