التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون 68 قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون 69 متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون 70}

صفحة 3396 - الجزء 5

  فِي ذَلِكَ» فيما تقدم «لآياتٍ» لحجج على توحيد اللَّه من حيث لا يقدر أحد على ذلك «لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ» الحجج سماع تدبر وتفهم.

  · الأحكام: تدل الآية على أن جميع ما في الأرض والسماء ملكه وخلقه، وأن القدرة والعزة له.

  وتدل على أن اتباع الظن في أصول الدين مذموم، وأنه طريقة عَبَدَةِ الأوثان.

  وتدل على فساد التقليد؛ لأنه ظن.

  وتدل على وجوب النظر.

  وتدل على أن المعارف ليست ضرورية لأنه نسبهم إلى الظن، وإلى التخرص.

قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦٨ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ٦٩ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ٧٠}

  · اللغة: السلطان: الحجة القاهرة، وأصله: التسليط، وهو القهر.

  والمتاع: ما ينتفع به من أثاث وغيره.

  المرجع: المصير إلى الشيء بعد الذهاب عنه.

  · الإعراب: «قل» أصله من القول أُقْوُل، نقلت الضمة من الواو إلى القاف، وسقطت ألف الوصل لتحرك ما بعدها، وذهبت الواو لالتقاء الساكنين، وإنما نقلت الضمة إلى القاف