التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا 96 فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا 97 قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا 98}

صفحة 4494 - الجزء 6

قوله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ٩٦ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ٩٧ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ٩٨}

  · القراءة: قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر: «اتوني» بوصل الألف من غير مد، وقرأ الباقون بقطع الألف ومدها في الحرفين.

  في «الصدفين» ثلاث قراءات:

  الأول: بضم الصاد والدال، ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب.

  الثاني: بفتحها، أبو جعفر، ونافع، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي.

  الثالث: بضم الضاد وسكون الدال، عاصم في رواية أبي بكر، وكلها لغات صحيحة.

  قرأ حمزة: «فما اسطاعوا» مشددة الطاء، والباقون خفيفة الطاء، وهو رواية خلاد عن سليمان عن حمزة، قال علي بن عيسى: والتشديد غير جائز عن أهل العلم بالعربية [للجمع بين] ساكنين.

  قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «دكاء» بالمد والهمز، والباقون: «دكاً» بالتنوين.

  · اللغة: الإيتاء: الإعطاء، وهو نقل الشيء إلى آخر، أمرهم بنقل الحديد إليه.

  والزبرة: الجملة من الحديد والشعر ونحوهما وأصله: الاجتماع، ومنه:

  الزبور، وزبرت الكتاب: كتبته وجمعت حروفه، وزُبر: جمع زبرة.