قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما 164 رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما 165}
  لأنه أبو البشر، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} وقيل: لأنه أول من عُذِّب أمته لرد دعوته، وأهلك أهل الأرض بسببه، وقيل: لأنه أطولهم عمرًا، وكانت معجزته في نفسه، لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا لم يسقط له سن ولم تنقص له قوة، ولم يشب شعره، وقيل: لأنه لم يبلغ أحد من الأنبياء في الدعوة ما بلغ، ولم يُقَاسِ أحد من قومه ما قَاسَى، وقيل: لأنه أول من تنشق عنه الأرض بعد محمد ÷ «وَالنَّبِيِّينَ» أي: أوحينا إلى النبيين «مِنْ بَعْدِهِ» أي: من بعد نوح «وَأَوحَينَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ» أعاد ذكر هَؤُلَاءِ بعد ذكر النبيين تعظيمًا لهم وتفخيمًا لشأنهم «وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسبَاطِ» هم أولاد يعقوب «وَعِيسَى وَأَيُّوبَ» وقدم عيسى على أنبياء كانوا قبله قيل: الواو لا توجب الترتيب، وقيل: للاهتمام به والإنكار على اليهود في طعنهم عليه «وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيمَانَ وَآتَينَا» أعطينا «دَاوُودَ زَبُورًا» كتابًا يسمى زبورًا، فاشتهر به، كما اشتهر كتاب موسى بالتوراة، وكتاب عيسى بالإنجيل، وكان داود يقرأ الزبور، فيعجب المستمع.
  · الأحكام: يدل قوله بعد ذكر الأعمال: «أَجْرًا عَظِيمًا» على أن الثواب يستحق بالعمل، وتدل الآية على أن الطريق في الأنبياء واحد، وهو أنه أتاهم بالمعجزات، فإذا لزم الإيمان بواحد كذلك بسائرهم، وتدل على جواز الحجاج في الدين؛ لأنه تعالى حاجهم بالآية.
قوله تعالى: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٦٥}
  · القراءة: قراءة العامة «وَرُسُلًا» وعن أُبَيٍّ بن كعب «وَرُسُلٌ» بالرفع على الاستئناف والابتداء.