التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك ياموسى مسحورا 101 قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا 102 فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا 103 وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا 104}

صفحة 4321 - الجزء 6

  من يقدر على الأجسام يقدر على الإعادة، ولأن إعادة الميت حياً دون خلق السماوات والأرض، فإذا قدر عليها فعلى الإحياء أولى لذلك.

  ويدل قوله: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} الآية على التوحيد، وأنه ليس بجسم، وذلك لأنه لو كان جسماً لتعذر وجود ما تواتر من النعم من قبله، كما يتعذر وجوده من سائر البشر.

  وتدل على أن التضييق والتقتير من عادة الإنسان وطبيعته إلا من وقاه اللَّه تعالى بلطفه.

  وتدل على ضعف ابن آدم حيث يخاف الإنفاق لما يتوهم من الفقر.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا ١٠١ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ١٠٢ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ١٠٣ وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ١٠٤}

  · القراءة: قرأ الكسائي وحده: {عَلِمْتُ} بضم التاء أضاف العلم إلى نفسه، وهو قراءة أمير