التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون 17 وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون 18 يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون 19 ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون 20}

صفحة 5609 - الجزء 8

  وتدل على وعد المؤمنين ووعيد الكافرين.

  ويدل قوله: {وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ} أن المراد باللقاء في المواضع التي أطلقها لقاء الثواب والقيامة كما قيد هاهنا.

  وتدل على أن الايمان العمل الصالح والكفر والعمل فِعْلُ العيد، ليس بخلق الله تعالى.

قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ١٨ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١٩ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ٢٠}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «وكذلك تَخْرُجُونَ» بفتح التاء وضم الراء على أن الخروج مضاف إليهم، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الراء على ما لم يسم فاعله.

  · اللغة: التسبيح: التنزيه والبراءة من السوء، وسبحان الله: تنزيه له عما لا يليق به من صفات النقص، والصفات على ضروب ثلاثة، وكذلك الأسماء: منها ما يتضمن تعظيمًا ومدحًا، ومنها ما يتضمن تهجينًا ونقصًا، ومنها ما لا يتضمن شيئًا من ذلك.

  فالأول: على ضربين؛ منها ما يرجع إلى صفات ذاته كقولنا: قادر، عالم، حي، سميع، بصير، غني، ومنها ما يرجع إلى أفعاله كرازق، وخالق، وغافر، ومنعم، ومتفضل.

  والثاني: على ضربين أيضًا، وكلها منفية عن الله تعالى؛ فمنها قولنا: عاجز، وجاهل، ومنها قولنا: مسيء، وظالم ونحوه، تعالى الله عن ذلك.