التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم 31 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم 32 ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم 33 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم 34 فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم 35}

صفحة 6466 - الجزء 9

  ويدل قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} أن الأعمال فعلُهم.

قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ٣١ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ٣٢ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ٣٣ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ٣٤ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ٣٥}

  · القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم: «ولَيَبْلُوَنَّكُمْ» بالياء «حَتَّى يَعْلَمَ» بالياء، «وَيَبْلُوَ» بالياء ترجع الكناية إلى اسم الله في قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}، الباقون بالنون فيها جميعًا، اعتبارًا بقوله: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ}.

  قرأ يعقوب: «نَبْلُو» ساكنة الواو ردًا على قوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ}، وقرأ غيره بفتح الواو، ردًّا على قوله: {حَتَّى نَعْلَمَ}.

  قرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم: «السِّلْمِ» بكسر السين، الباقون بفتحها، وهما لغتان.

  · اللغة: الابتلاء والاختبار والامتحان نظائر، وهو في صفة الله تَوَسُّعٌ، كأنه يعامل معاملة المبتلي؛ لأنه عالم بجميع المعلومات.

  والشقاق: المباعدة والعصيان، كأنه صار في شق غير شق مَنْ يعاديه.

  والوهن: الضعف، قال الفراء: يقال: وَهَنَهُ الله، وأوهنه.

  والسَّلْمُ: الصلح والمسالمة.