قوله تعالى: {ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين 250}
  وبقي المؤمنون على عدد أهل بدر، عن ابن عباس والسدي «هُوَ» يعني طالوت «وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ» قيل: القائل من أهل الإيمان مَنْ ضعفت بصيرتهم عن منزلة غيرهم، عن الحسن وقتادة وابن زيد، وقيل: هم أهل الكفر الَّذِينَ انخذلوا ولم يشهدوا الفتح، عن ابن عباس والسدي «قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ» قيل: يعلمون ويستيقنون، عن السدي، وقيل: يحدثون أنفسهم، وهو على معنى العلم؛ لأن حديث النفس قد يكون مع الظن، وقد يكون مع الشك.
  الثالث: «يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللَّه» بالقتل في تلك الوقعة، عن الأصم، «مُلاَقُو اللَّه» قيل: ملاقو جزائه «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ» أي فرقة قليلة «غَلَبَتْ فِئَةً كثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه» قيل: بنصره، عن الحسن «وَاللَّهُ مَعَ الصابرينَ» بالنصرة والحفظ والعلم.
  · الأحكام: تدل الآية على ابتلاء وقع بذلك النهر، ولا بد أن ذلك كان بأمر اللَّه تعالى.
  وتدل على قولنا في اللطف أن المراد به بإذن اللَّه ما يفعله المؤمن من تثبيت قلبه وإلقاء الرعب في قلوب الكفار.
  وتدل على عظيم موقع الصبر، وأنه معهم بالنصر والتأييد، ولا دليل للمشبهة فيه؛ لأن هذا اللفظ يستعمل في غير المكان، تقول: أنا معك، ولا تريد المكان، واللَّه تعالى ليس بجسم، ولا يجوز عليه المكان.
  وتدل على معجزة لذلك النبي؛ لأنه إخبار عن الغيب.
قوله تعالى: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٢٥٠}