التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين 127 ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون 128}

صفحة 1304 - الجزء 2

  قال ابن عباس: كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلاً والأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وصاحب راية رسول اللَّه ÷ علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة، ويقال: لم يكن وقعة كوقعة بدر حضرها المهاجرون والأنصار ومؤمنو الجن، وعليهم رسول اللَّه ÷ وأمدوا بالملائكة، وحضر الملأ من قريش وحضر إبليس وكفار الجن.

  ومنها: أُحد في شوال سنة ثلاث. والخندق وقريظة في شوال سنة أربع، وبني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس، وخيبر في سنة ست، والفتح في رمضان سنة ثمان، وحنين والطائف في شوال سنة ثمان.

  وأول مغازيه بدر، وآخرها تبوك، وسراياه ست وستون.

  · الأحكام: تدل الآية أن الحق يكون في القليل؛ لأن الحق كان معهم ورسول اللَّه ÷ فيهم، فتدل أن القليل يغلب الكثير بنصرة اللَّه تعالى، [والنصرة] تكون بإمداد الملائكة، وبتقوية قلوب المؤمنين وتثبيت أقدامهم، وإلقاء الرعب في قلوب الكفار.

  وتدل على إثبات الملائكة، وأنهم مختصون بالقوة والأجنحة.

  وتدل أن مع الإمداد والكثرة أيضًا لا يُستغنى عن نصرة اللَّه تعالى، وفيه تنبيه على أن العبد ينبغي له أن يتوكل عليه، وينقطع إليه.

قوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ١٢٧ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ١٢٨}