التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا 11 وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا 12 وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا 13 ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا 14 ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا 15}

صفحة 5709 - الجزء 8

قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ١١ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ١٢ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ١٣ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ١٤ وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ١٥}

  · القراءة: قراءة العامة: {زِلْزَالًا} بكسر الزاي، وعن عاصم الجحدري بفتح الزاي، وهما مصدران.

  وقرأ حفص عن عاصم: {لَا مُقَامَ} بضم الميم، وهو قراءة السلمي أي: لا إقامة لكم، وقرأ الباقون بالفتح أي: لا مكان لهم يقيمون فيه.

  قراءة العامة: {عَوْرَةٌ} بسكون الواو، وعن أبي رجاء العطاردي بكسر الواو، يعني: قصيرة الجدران فيها خلل وفرجة، يقال: دار فلان عورته: إذا لم تكن حصينة.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير: {لَأَتَوْهَا} مقصورة أي لجاؤوها وفعلوها، والباقون بالمد من الإيتاء أي: أعطوها.

  · اللغة: (هنا) للقريب، و (هناك) للبعيد، و (هنالك) للمتوسط بينهما، وسبيله سبيل ذا وذاك وذلك.

  والابتلاء والاختبار والامتحان نظائر، وأصله: إظهار ما في الضمير من خير أو شر، ومنه النعمة: إظهار الخير عليه، والبلاء: النقمة إظهار الشر عليه.

  والزلزال: الاضطراب العظيم، والزلزلة: اضطراب الأرض، وقيل: إنه