قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}
  وتدل على أنه يغفر - لمكان الإكراه - ما يفعله المُكْرَهُ، والأصول في ذلك تختلف، فمنه ما يأثم به المُكْرَهُ كالقتل، ومنه ما لا يأثم كالمال والضرب.
  ويدل قوله: «أنزلنا» على حدث القرآن.
  وتدل على أن العبد مختار؛ لأنه أسقط اللوم عنه لأجل الإكراه، فلو خلق الفعل فيه، أو خلق القدرة الموجبة وأراد لكان أعظم الإكراه، فلا يلام على ذلك، ولأن عندهم أنه خلق الإكراه في المُكْرِهِ، والبغاء في المُكْرَهِ، ثم نهى هذا عنه، وأسقط اللوم عن الآخر، والكل خلقه، تعالى اللَّه عن ذلك، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣٥}
  · القراءة: قراءة العامة: «نُوْرٌ» بضم النون والراء على أنه اسم، وروي عن علي (#) (نَوَّرَ) بفتح النون والراء والتشديد على فعل ماض، ولا بد من حمله على أنه فسر الآية به.