قوله تعالى: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون 41 أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون 42 فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم 43 وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون 44 واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون 45}
  وتدل على أن أهل النار لا يجدون خفة بكثرة أهلها وعذابهم، وإن كان كل واحد مشغولاً بحاله، بخلاف حال الدنيا؛ لأن الاشتراك في البلاء يوجب التسلي، وفيه تحذير عن المعصية.
  وتدل على أن حال من لا يبصر الحق، ولا يسمعه بمنزلة الأعمى والأصم، وذلك توبيخ لهم.
  ويدل قوله: {وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أن الضلال فعلُهم.
  ومتى قيل: قوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} يدل على أن القرين في الدنيا؟
  قلنا: هكذا قال بعضهم، غير أن شيخنا أبا علي يختار أن يكون في الآخرة، وإليه ذهب القاضي، والكلام يحتمل، ويجوز أن يكون بعضه خبرًا عما ينالهم في الآخرة، وبعضه عن أحوال الدنيا.
قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ٤١ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ٤٢ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٤٣ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ٤٤ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ٤٥}
  · اللغة: الذهاب: ضد المجيء، وهو لازم ومتعدٍّ، بالباء والهمزة، يقال: ذهب به، وأذهبته.